تعلم الذكاء الاصطناعي : الدليل الشامل للمبتدئين


أصبح الذكاء الاصطناعي هو لغة العصر الحالي، وهناك من مؤيدين لاستخدامه، وهناك أيضًا معارضين ناهينا عن التخوفات التي تأتي بمجرد ذكر اسمه، حتى أن هنالك الكثيرين ممن اعتبروه أنه هو المسيح الدجال نفسه، نظرًا للقدرات الخارقة القادر على فعلها، ولكن سواء اختلفت مع الذكاء الاصطناعي واستخداماته أو اتفقت، فلا يمكنك الاختلاف عن تعلمه والتعرف على ماهيته.

تعلم الذكاء الاصطناعي : الدليل الشامل للمبتدئين
تعلم الذكاء الاصطناعي : الدليل الشامل للمبتدئين

رحلتك لتعلم الذكاء الاصطناعي: اكتشف عالم الإمكانيات اللانهائية


الذكاء الاصطناعي (AI) لم يعد مفهومًا من أفلام الخيال العلمي، إنه واقع يتطور بسرعة ويُحدث ثورة في كل جانب من حياتنا، من تشخيص الأمراض إلى تشغيل سيارات ذاتية القيادة، وبناء روبوتات ذكية إلى تحسين سير عمل الشركات.

يفتح تعلم الذكاء الاصطناعي أبوابًا لمستقبل لا يمكن تخيله، ويمنحك القدرة على المشاركة في صناعة هذا المستقبل. ومع ذلك، قد يبدو عالم التعلم الآلي ومعالجة اللغات الطبيعية والشبكات العصبية شاقًا ومعقدًا للمبتدئين.

لا تقلق! فهذه الرحلة ستضع يدك على خارطة طريق شاملة لاستكشاف عالم الذكاء الاصطناعي، وتزودك بإرشادات عملية ومصادر قيمة لمساعدتك على المضي قدمًا بثقة.


ماهية الذكاء الاصطناعي

يختلط على البعض أحيانًا بين الذكاء الاصطناعي ولغات البرمجة، ولكن إن كان الذكاء الاصطناعي كائن آلي أو حاسب آلي، فلغات البرمجة هي ما يمكن أن نبسط الأمر، ونقول أنها هي اللهجات التي يمكنك أن تتحدث بها مع الذكاء الاصطناعي لتنفيذ ما تريده في المجالات المختلفة.

فهو إحدى العلوم المندرجة من علوم الحاسب، وإحدى أنواع تكنولوجيا المعلومات، فهو نظام تم تصميمه ليتطور ويتعلم من التعامل والاحتكاك المباشر مع المستخدمين، فهو يتعلم سواءًا اللهجة، وطريقة الكتابة والأسلوب ولا يُقلد، أو لم يتم برمجته وضبطه ليرد آليًا بردود مسبقة، بل يقوم بعملية تخزين لهذه المعلومات ثم يبدأ بالبحث عما طلبته ويوفره لك.


تاريخ الذكاء الاصطناعي

تم البدء للعمل على نظام ذكاء اصطناعي بدايًة من 2003، نظرًا لاعتباره الطرفة التي سيقوم بها الإنسان فهي ستكون أشبه ببرمجة نظام لديه وعي، وطالما لديه وعي إذن فسيكون لديه القدرة على التعلم والتحسين من نفسه وبهذا يستطيع مساعدة الإنسان بقدرته الآلية والنظامية في معالجة المعلومات والبيانات، بقدرات أعلى من البشر.

ولكن كانت تجارب لم يحالفها الحظ في النجاح، وتعتبر أولى التجارب الملموسة للذكاء الاصطناعي الحقيقة تأتي من خلال "Siri" عام 2011، وهي الخاصية التي وصلت إليها عبر شركة آبل، وهو التطبيق الذي يعمل على تجميع الأوامر الصوتية لصاحب هواتف وأجهزة أبل، ويبدأ في تنفيذها.

وعلى الرغم من أن البداية كانت تقتصر على عمل بعض الأوامر القليلة، وتنفيذها، إلا أنه بدأ يتطور مع مرور الوقت، حتى أصبح تطبيق Siri الآن كان انطلاقة عالم الـSmart Homes، وهي البيوت التي تعمل بكاملها بالذكاء الاصطناعي، وكذلك أصبح يعمل على إدارة الوقت لأصحاب الهاتف، ويساعدهم في توفير الموسيقى المفضلة لهم، وعمل البحث حول المواضيع المختلفة.

ومن المفترض وكما أعلنت شركة APPLE، أنه سيكون هناك خاصية جديدة مع Software IOS المنتظر والذي من المقرر أن يعمل النظام على التعرف على صوت المستخدمين، ثم الرد على المكالمات باصواتهم وإجراء مكالمات طويلة بشكل طبيعي، وإن تم الاتفاق على اجتماع، أو مقابلة خلال المكالمة سيضيفها الذكاء الاصطناعي إلى أجندتك الشهرية، وهذا ليكون لديك وقت فراغ أكبر، توفره لك هواتف آبل، وهذا ما أدى إلى ظهور مخاوف كبيرة نحو خطوات خبراء البرمجة في التعمق بهذا المجال.


لماذا تتعلم الذكاء الاصطناعي؟


الدوافع لتعلم الذكاء الاصطناعي عديدة ومتنوعة:
  • فرص العمل: يمثل الذكاء الاصطناعي أسرع مجالات خلق الوظائف في العالم. يحتاج الخبراء في هذا المجال إلى مهارات متنوعة، من تطوير الخوارزميات إلى تحليل البيانات وتصميم النماذج، مما يفتح أمامك آفاقًا مهنية واسعة.
  • ابتكار وحل المشكلات: يمنحك الذكاء الاصطناعي الأدوات والتقنيات لمعالجة التحديات المعقدة بطرق مبتكرة. يتيح لك تحليل البيانات وفهم السلوكيات واستنباط العلاقات الخفية، ما يقودك إلى حلول إبداعية لمشاكل حقيقية.
  • المعرفة والقوة: كلما تعمقت في عالم الذكاء الاصطناعي، ستدرك كيفية تفكير هذه الأنظمة، وكيف تؤثر علينا وتشكل مستقبلنا. ستتفوق على معظم الناس في فهم هذه التقنية المتقدمة، الأمر الذي يعزز ثقتك بنفسك ويمنحك قوة التأثير والمشاركة في النقاش حول تطور الذكاء الاصطناعي.

مجالات الذكاء الاصطناعي

وهناك العديد من المجالات التي عليك تعلمها في حال قررت تعلم مجال الذكاء الاصطناعي، ويمكن أن نلخصه في مجموعة النقاط التالية:

  • تعلم الآلة – Machine Learning

وهو إحدى المجالات المتخصصة في بناء أنظمة القياس، أو ما يمكنك عمله من خلال إدخال البيانات القديمة لفترات زمنية مختلفة، وطلب المساعدة من قبل الذكاء الاصطناعي في التنبؤ للنتائج المستقبلية.

ونحن نتعامل بشكل يومي مع هذا النوع من مجالات الذكاء الاصطناعي، عبر تطبيق Google Maps، والذي يعتمد على بيانات مسار أو طريق معين خلال فترة زمنية ماضية، ويتنبأ ما إن كان سيكون هناك به زحام خلال فترة زمنية محددة أم لا.

  • التعلم العميق – Deep Learning

ويسمى هذا المجال بهذا الاسم نظرًا للتعامل مع مجموعة طبقات تسمى بالشبكات العصبية، وهنا نعمل على تدريب الآلة، أو الذكاء الاصطناعي من خلال تحميل الكثير من البيانات، والمعلومات عليها، ويكون على البرنامج تحليل البيانات، والتعامل مع التنبؤات المستقبلية، بشكل تلقائي وبناءًا على تلك التحليلات.

ويمكن أن نجد هذا النوع من برامج الذكاء الاصطناعي مع السيارات، حيث يتم استخدامها مع السيارات الحديثة، ذات الحساسات التي تعمل على تحليل محيط السيارة، وتحسين قدرة السيارة خلال القيادة الذاتية.

  • معالجة وتحليل اللغات الطبيعية – Process and Analytics Natural Language

وهذا المجال في الذكاء الاصطناعي يكون متخصص في تحليل اللغات، وشخصيات الأفراد المتعاملة معه، ونراه في Chat GPT، فالبرنامج يعمل على تحليل اللغة، واللهجة التي يتحدث من خلالها المستخدم معه، ثم يبدأ في مواكبته، والعمل على مساعدته في تنفيذ كل ما يريد.

  • الأنظمة الخبيرة – Expert Systems

كل البرامج والتطبيقات التي تأتي للتعامل مع مشاكل المستخدمين، وإيجاد حل لها تندرج تحت هذا المجال، ويمكنك أن تجده بشكل أكبر مع أنظمة المحادثات الخاصة بالبنوك، وشركات الاتصالات وأيضًا يتواجد في البرامج التي تكتشف المشكلات في السيارات الكمبيوتر، ويبدأ في تحديد المشكلة وتوفير حل لها للمستخدمين.

  • مجال الروبوتات – Robotics

ويضم مجال الروبوتات كل ما يخص الروبوت، من هندسة ميكانيكية، وهندسة تقنية، وكهربائية إضافة إلى فيزيائية الحركة الخاصة به، وتوفير مساحة لتطوير البرامج المحملة عليه، وأصبح هناك روبوتات محاكية للكلاب، وأيضًا للخيل، ويمكن لروبوت واحد أن يستطيع محاكاة أكثر من كائن حي، أو إدارة الآلات الأوتوماتيكية في المصانع، أو آلات تنظيف السيارات.


الخطوة الأولى: غوصك الأول في عالم الذكاء الاصطناعي


قبل البدء برحلتك، من المهم تقييم مستوى معرفتك الحالي:
  1. مبتدئ: ليس لديك خلفية تقنية أو برمجية.
  2. متوسط: لديك خبرة أساسية في الكمبيوتر ومعرفة ببعض لغات البرمجة الشائعة.
  3. متقدم: لديك خبرة في علوم البيانات أو مجالات ذات صلة بالذكاء الاصطناعي.

بناءً على مستوى معرفتك، يمكنك اختيار مسارك التعليمي:

  • المبتدئين: ابدأ بدورات تمهيدية تشرح المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي بلغة بسيطة. ركز على تعلّم مصطلحات مثل البيانات والخوارزميات والتعلم الآلي والتعلم العميق. استكشف الكتب والمقالات التعليمية السهلة والمواقع الإلكترونية المخصصة للمبتدئين.
  • المتوسطين: يمكنك التعمق في أنواع الذكاء الاصطناعي المختلفة (التعزيزي، الاستنتاجي، التوليدي) وتجربة لغات البرمجة المستخدمة بكثرة (بايثون، R). احرص على الممارسة العملية من خلال مشاريع بسيطة.
  • المتقدمين: ركز على التخصص في مجال محدد ضمن الذكاء الاصطناعي، مثل معالجة اللغة الطبيعية أو رؤية الحاسوب أو الروبوتات. انخرط في مشاريع متقدمة، وشارك في مؤتمرات وورش عمل، وتواصل مع الخبراء والمحترفين.

أساسيات الذكاء الاصطناعي

وقبل البدء في الدخول لمجال الذكاء الاصطناعي، والتعمق فيه، فيجب أن يكون لديك الأساسيات التي قد تساعدك في التطور فيه بشكل أفضل، ومن هذه الأساسيات كل من:

أنظمة التشغيل: يجب عليك أن تتعرف على مختلف أنظمة التشغيل، لأجهزة الكمبيوتر، أو الهواتف الذكية، وطريقة تشغيلها ومتطلباتها معرفة جيدة، وما تتناسب معه من مجالات.


لغات البرمجة: هناك الكثير من لغات البرمجة، فيجب عليك أن تدرك المجال الذي تريد التعمق فيه من مجالات الذكاء الاصطناعي، وما سيتناسب معه من لغات البرمجة وتبدأ في تعلمه.


الخوارزميات: تعلم طرق تراكيب الخوارزميات، ودلالاتها، وما يمكن ان يؤديه احترافها، ولكل شئ تريد فعله له خوارزمية محددة.


والجدير بالذكر أنه لابد أن يكون لديك أساسيات علوم الحاسب الآلي، وكيفية التعامل معها، كما يجب عليك أن يكون لديك خلفية عن كيفية إيجاد حلول لأي من مشكلات الحاسب الآلي على التطبيقات، والبرامج المختلفة باستخدام الطرقة البرمجية.


خطة تعلم الذكاء الاصطناعي

بمجرد أن يكون لديك فهم أساسي للذكاء الاصطناعي، يمكنك البدء في وضع خطة لتعلمه. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها:حدد أهدافك: ما الذي تريد تحقيقه من خلال تعلم الذكاء الاصطناعي؟ هل تريد العمل في مجال الذكاء الاصطناعي؟ أم تريد فقط معرفة المزيد عنه؟

  • اختر مسار التعلم: هناك العديد من الطرق المختلفة لتعلم الذكاء الاصطناعي. يمكنك دراسته في الجامعة، أو يمكنك تعلمها بنفسك من خلال الدورات عبر الإنترنت والكتب والموارد الأخرى.
  • ابدأ بالأساسيات: قبل أن تبدأ في تعلم خوارزميات التعلم الآلي والشبكات العصبية، تأكد من أن لديك فهمًا قويًا لأساسيات علوم الحاسوب.
  • اختر لغة برمجة: هناك العديد من لغات البرمجة التي يمكنك استخدامها لتعلم الذكاء الاصطناعي. بعض اللغات الأكثر شيوعًا هي Python و R و Java.
  • اعمل على مشاريع: أفضل طريقة لتعلم الذكاء الاصطناعي هي العمل على مشاريع. يمكنك العثور على العديد من مشاريع الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت، أو يمكنك ابتكار مشروعك الخاص.
  • ابق على اطلاع: يتطور مجال الذكاء الاصطناعي باستمرار. تأكد من البقاء على اطلاع على أحدث التطورات من خلال قراءة المدونات والمقالات والكتب.
في هذا الفيديو، يوضح المتحدث الخطوات اللازمة لبدء تعلم الذكاء الاصطناعي، بدءًا من اكتساب قاعدة رياضية وبرمجية قوية، ومن ثم الانضمام إلى دورات تعليمية متخصصة والتطبيق العملي لما ستتعلمه على منصات مثل Kaggle، بالإضافة إلى العديد من النصائح التي ستفيدك في رحلتك المهمة و المثيرة لتعلم الذكاء الاصطناعي.





أهمية تعلم الذكاء الاصطناعي

يعتبر الذكاء الاصطناعي إحدى المجالات الحديثة والتي لم يتم التعرف عليها بشكل كامل، والتي تفتح للإنسانية بوابة على عالم جديد، وتعتبر إحدى الثورات التكنولوجية الجديدة، وعليه يجب عليك أن تتعرف على اساسيتها حتى لا تنتهي أو تختفي مع مجالك.

وفي ختام مقالنا وجب الذكر بانه وعلى الرغم من التخوفات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وخاصًة بعد تصريحات الكثيرين وعلى رأسهم أيلون ماسك، والذي حذر من الذكاء الاصطناعي، وطالب بوقف تجارب الذكاء الاصطناعي نظرًا لما فيها من خطورة على البشرية، إلا أن به الكثير من الفوائد، التي تساعد المستخدمين والعاملين به على كسب الوقت، وتوفيره، إضافة لإيجاد حلول لكثير من المشكلات.


مريم أعراب
بواسطة : مريم أعراب
تعليقات